نغفل فتغيب أفكارنا نحلم فنهيم في الخيال نسرح ونمرح وننسى من حولنا نبتسم حين تحيط بنا السعادة ننسى الألم نسرح في عالم النسيان ننسى إن هناك ألم وألم وقد لا تكون ضمائرنا ميتة ولكنها راقدة مع النسيان فهي كالشمس تظهر وتغيب فحين نشاهد موقف مؤلم تراها تفز من نوماً عميق فهكذا نحن فهل يا ترى أنتم كذا يا قيادتنا إن كنتم كذلك فلا زال الأمل قائم وعلينا نحن إن نسعى جاهدين في إيقاظ ضمائركم بكلمة ، بدمعة , بصرخة , وعسى أن تفيقوا من نومكم العميق وتقاسمونا في الألم ,,,,,,,,,,,,,,
لم تكن الدموع في يوماً من الأيام دليل ضعف وما هي إلا رسالة ناتجة عن انفعالات داخلية
وقد نتعرض لكثير من المواقف الصعبة في هذه الحياة وكلنا نعرف الدموع كدموع الفرح ودموع الحزن
ودموع الألم وهذه الدموع يسمونها الدموع القاسية آه من دموع الألم ,,,,,,,,,,,,,,,,,
الدموع القاسية تنزل عندما نراء من يأكلون أموالنا ونحن جياع الدموع القاسية تنزف عندما يموت الأطفال جوعاً وولي أمرنا يحضر مؤتمر الطفل ويتباهى أمام الجميع بدعم الطفولة الدموع القاسية تنزف عندما يأتي يوم عيد والأطفال اليتامى لا يشعروا به الدموع القاسية مؤلمة جداً الدموع القاسية بحاجة إلى من يمسح أثرها بحاجة إلى وقفة قويه من الذين جعلهم الله في الأرض أغنياء وحكام ونتمنى أن تفيق ضمائرهم لتمسح دموع اليتامى وكل واحد يستطيع أن يمسح ولو دمعة ولن أعاتب الحاكم والتاجر والوزير والمدير قبل إن أعاتب نفسي فقد كنت أول المقصرين تجاه اليتامى وغاب ضميري في رقاد أشبه بالموت ظلمت نفسي بعدم الالتفات لمن هو دوني ومع غروب الشمس كنت هناك على شاطئ بحر العرب وكنت في حلم وكانت الشمس تهوي للغروب فما أجمل هذه اللحظة حين تلقي الشمس أشعتها على مياه البحر صنعت من الخيال في تلك اللحظة شموخ وكبرياء ومال وسلطة بلا نضال عيناي تلاحظ الشمس وهي تهوي ذاهبة مأمورة مطيعة لأمر الله وكذلك البحر الذي يحمل الكثير من الأسرار في داخله فلا الشمس تعلم إنني سأبكي اليوم ولا البحر مهتم بباكي وكذلك أنا لا أعلم إن دمعتي ستنزف اليوم فيا ليتها غابت مع الشمس أو ليتها ضاعت في قاع البحار فقد يحتمل البحر قسوتها آه ما أقساها من دمعة وفي تلك اللحظة تراني لست مهتم بالواقع ولا أعلم ماذا سيحصل من أمر نسيت إن الوفي ليس إلا إنسان بسيط واقف على ساحل البحر وبجواري سيارتي التي أتباهى بها أمام الناس وقد تكن بالتقسيط أخفيت حقيقتي وأظهرت الفضول في جيبي بضع ريالات تماديت ونسيت من أنا وما أن غابت الشمس وبداء الليل حتى اتجهت وبرفتي اثنان من الزملاء نطوف شوارع عدن وفي العاشرة ليلاً ذهبنا إلى احد المطاعم وطلبنا الطلب نأكل لم يكن في الحسبان إن هناك جائع لا يقدر على قيمة الأكل ومن فضولي حين أكملنا العشاء لم أتنازل إن أشرب كوب الشاي على نفس الكرسي بل ذهبت إلى كرسي آخر وجلست وكوب الشاي أمامي لم أتذوقه بعد وهذا من حظ صاحب المطعم فقد نحتج عليه إن السكر زايد أو ناقص وفي لفته مني لاحظت رجل يقود بنت صغيرة ومتجه نحوي خطواته تثقل بعض الشيء والصغيرة تكاد إن تطيح وقف وشاهد الأكل على الطاولة الأخرى بجوارنا ثم قال هل تسمح لنا أن نأكل ما بقي وراءكم من الأكل يا الله يا رباه وقفت على حيلي وفي داخلي إحساس إن ضميري قد فاق فقلت له تفضل ولكن انتظر سأحضر لكما أكل غير هذا فلم يبقى شيء وأحضرت لهما الأكل وحاولت إن أخفي شدة الألم ولكن كيف لقد شاهدت الصغيرة وهي تأكل وتحاول مسرعة إن تسد جوعها تأكل لقمة بعد الأخرى فرحاً بهذا الأكل وقد تستطيع إن تخفي البكاء وتحبس الدموع وتطلق ابتسامة الألم ولكن حين تشاهد طفلة صغيرة وهي تشكي من الجوع حين تشاهدها وهي تبتسم للأكل تدمع عيونك ولن تستطيع إن تحبس دموعك فقد هطلت كالمطر وجرت كجريان الماء حاولت بكل كبرياء إن أخفي معالم الدمع من على خدي ولم استطع ونظرت لي والدمع يتسابق على خدي فحاولت إن أدير وجهي حتى لا تراء ولكنها ليست مهتمة بي مهتمة بتلك الوجبة التي أمامها لتسد جوعها وجاء الموقف المؤلم الذي لن أنساه مادمت حي دموع أبيها حين هطلت لقد حاول إن يكابر وتراه تارة يعضض على شفتيه وتارة يشرب من الماء لعله يساعد على إخفاء عبرته ولكن سرعان ما انهار وانهالت دموعه على خديه
وعندما شاهدت أبيها يبكي قالت لا لا ووقفت على قدميها لتمسح دموع أبيها ولسان حالها يقول دعهم يبكون فلست مهتمة بهم لكن تبكي أنت لا يبكي العالم كله ولا تبكي أنت لم يبقى لي في هذه الحياة إلا أنت ثم صرخت وصرخ الوفي معها صرخة لأصحاب القلوب الرحيمة وصرخة أخرى للحاكم والوزير إنهم يشكون جوعاً يا قيادتنا إنهم يشكون ألماً فهل تحسون بهم وأخيراً فلتشهد قمم شمسان على صرختنا وسنصرخ لا للجوع نعم للعطف والرحمة لا للمهرجانات نعم للتعاون والتكاتف لا للاحتفالات نعم للمشاريع لا للظلم نعم للعدالة وسنظل نصرخ حتى الموت ,,,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته